طلب مني سعادة الأستاذ الدكتور غيثان بن جريس مؤرخ تهامة والسراة قصيدة تتحدث عن الصلات بين أهل السروات وتهامة مع بلاد الحجاز وأهلها خلال مئة عام ( ١٣٤٠ – ١٤٤٣هـ/ ١٩٢١ – ٢٠٢٢م ) ( التأثير والتأثر) ؛فكانت هذه الأبيات ، وعددها خمسون بيتا ، أسميتها :
*المعلقة الأزدية*
1-عهودٌ لا تماثلها عهودُ
نواطقُ والورى-أبدًا-شهودُ
2-وماضيها تُداعبها عصورٌ
أواخرُ، كلها فرحٌ وعيدُ
3-ثلاثٌ من مئين الله عدٌّ
لأعوامٍ تُزيّنها عقودُ
4-كيانٌ طاول الأفلاكَ فخرًا
قديمٌ في أصالتهِ جديدُ
5-ونحن العاشقون لكل عهدٍ
وحين البأس عمرٌو أو يزيدُ
6-تعاقبت السنون وكل دهرٍ
لهُ حدثٌ وتاريخٌ وقيدُ
7-أسودٌ في السراة وأرض نجدٍ
وفي الأغوار ، رايتنا تسود
8-سعوديون والأجيال تنمو
على هام الفراقد لا تحيدُ
9-لبسنا عزّة الماضي دهورًا
لعمر الله ماضينا تليدُ
10-حسونا فقرهُ كأسًا مريرًا
يشيب لهولهِ الطفل الوليدُ
11-فلو يمّمتَ طرفك حيث يُدعى
رجالُ الحجر والأزد الأُسودُ
12-وإن أسرجت فكرك في عسيرٍ
قبائلها لهم أمدٌ بعيدٌ
13-لأنشدتَ الملاحم من حُداهم
وأطربك التلاحمُ والنشيدُ
14-ومدّ العهدُ فالتحفوا ثيابًا
قشيباتٍ هي المجد الأكيدُ
15-ودبّت في بواديهم حياةٌ
كذاك الله يفعل ما يريدُ
16-وشعشع في حواضرهم ضياءٌ
” ألا إن التقيّ هو السعيدُ”
17-وكنت ترى الحجازيّين قبلًا
إلى أرض الجنوب لهم مدودُ
18-ليكتالوا ويبتاعوا ويحظوا
بلقيا من لهُ مثلٌ شرودُ
19-ولما أن طوى الأجداد عصرٌ
ليالي وقتهِ غبرٌ وسودُ
20-أناخ الدهر هامتهُ فطاروا
إلى أرض الحجاز وهم وفودُ
21-أقاموا في رحاب البيت ردحًا
من السنوات ، إن العلم صيدُ
22-مراحل عهدنا تعبٌ وجِدٌّ
طموحٌ لا تدانيهِ الجدودُ
23-ألا يا أيها الأزديُّ أنشِدْ
معاناةً وأنت لها وقودُ
24-هجرت رباك مدّرعًا بعزمٍ
ونجدٌ والحجاز لك الورودُ
25-من الأعوام يا ذا العزم زادت
على مئةٍ وحاسبها يزيدُ
26-وعُدتَّ كما يعود الشهر بدرًا
وكالغيث العميم إذا يعودُ
27-بمكة ينهلون العلم نهلًا
وربُّ العلم محمودٌ رشيدُ
28-لهم في طيبة الغنّاءِ ذكرٌ
ومن أرجائها الذكر المجيدُ
29-وجُدة جدّدت عزمات قومي
تكسّرتِ الحواجزُ والقيودُ
30-أقاليم الجنوب بهم تزيّت
هم الصرح المعمّد والوطيدُ
31-إذا عُدّ الحجازُ فمنهُ علمٌ
تُتَوّجهُ عسيرٌ لا يبيدُ
32-رحلْنا مِ السراةِ ومن عسيرٍ
ألا إن الحجاز هو الودودُ
33-فسطّرْ أيها التاريخ مجدًا
وعهدًا لا تماثلهُ عهودُ
34-ديار الأزد أجمعها تحلّت
بعقدٍ لا تضاهيهِ عقودُ
35-أقاليم الحجاز رياض فضلٍ
وعلمٍ ليس يجهلهُ الحفيدُ
36-وأعلام الحجاز لهم إلينا
يدٌ بيضاءُ يُعلنها الوجودُ
37-مدارس في السراة وفي عسيرٍ
نواطقُ من مآثرهم شهودُ
38-وما نجدٌ! ونجدُ عرين عزٍّ
ورمز المجد ما بقي الخلودُ
39-بهم ضاء الزمان وكم تغنّى
وذا التاريخ يُنشد والحشودُ
40-تباهت دوحة التعليم منهم
وهم لله عُبّادٌ سجودُ
41-وهذا عهدنا الميمون زاهٍ
فتيُّ العزم مولودٌ ولودُ
42-سخيُّ الكف أبهج كل حيٍّ
وساعات الزمان لهُ عبيدُ
43-مناهل علمهِ فاضت وأضحت
عيونًا كم تفيض بها السدودُ
44-حدائقهُ البهيّةُ مثمراتٌ
لنا ولكل ذي سغَبٍ تجودُ
45-مضى عهدٌ وهذا العهد فخرٌ
سنيٌّ في مهابتهِ فريدُ
46-توحّد شملنا والأمن يزهو
ذوائبهُ تكلّلهُ الورودُ
47-ونحن اليوم تحت لواء مَلْكٍ
هو الوالي ونحن لهُ جنودُ
48-ألا من مخبرٌ “غيثان” عنا
مطوّلةً لها عينٌ وجيدُ
49-مطوّلةً من الأشعار تشدو
بذكرى الأزد إذ خسئ الحسودُ
50-أَذِعْها يا مؤرّخُ ثم صِفْها
معلّقةً هي الثمر النضيدُ
“”””””””””””””””””””””””””
*للشاعر الأزدي، أحمد الزيداني الشهري الأزدي….النماص – بتاريخ الخميس ( ١٦ / رجب / ١٤٤٣هـ الموافق ١٧ / فبراير / ٢٠٢٢م)